zahi mohamade عضو مشارك
عدد المساهمات : 6 نقـاط : 27 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/08/2011 الموقع : وجدة
| موضوع: ** نقد القصص ** الجمعة سبتمبر 09, 2011 9:36 pm | |
| نقد القصص بعد استقراء واف للعديد من القصص القصيرة في كثير من المنتديات توصلت إلى نتائج غير محمودة ولا تبشر بخير.. ومقارنة بين الماضي والحاضر نجد القصة ترجع إلى الوراء.. وإذا كانت القصة في الستينات شعاع قضايا العصر الذي قد لمع بوعي وفكر وأسلوب لفظا ومعنى.. فالقصة الحديثة أكثرها يدور حول الحدث الواقعي ذات محاور هامشية بعيدة كل البعد عن قضايا العصر... ومن جملة عيوبها نذكر: - السرعة في الكتابة. - سطحية الأحداث. - السرد الإنشائي والتقريري... - تشجيعها رغم العيوب التي تعتريها. - أغلبية المشرفون.. ليسوا ملمين بالفن القصصي. فالسرعة في الكتابة لهدف النشر وانتظار الردود يساهم في بناء اللبنة الأولى لتراجع الفن القصصي إلى الوراء.. كما أن الكاتب لا يحب النقد، والمشرف إما يكون ناقصا في هذا الفن وإما يريد أن يتجاوز المواجهات؛ وكذلك جدولة أصحاب المنتديات لقسم القصص لم يوفوه حقه... والسرعة هي العمود الفقري لإنشاء سطحية الأحداث التي تكون شبه خالية من فكرة النص والرسالة التي يستنبطها القارئ من القصة.. كما تساهم أيضا في ركاكة الأسلوب... وأغلب هذه القصص نجدها لا تغور في صميم قضايا العصر، إنما نجدها مقيدة فقط بالحدث الواقعي! إما تتمحور حول موضوع هامشي، أو تافه إن صح التعبير.. كما نجدها لا تزاوج بين ثنائية الرمز والفن القصصي اللذان يشدان القارئ حتى يغوص في أعماق القصة وهو مشدوه في بناء القصة لفظا ومعنى... ونجد أغلبية الكتاب يحاولون في القصة القصيرة شرح معنى بطريقة حوارية.. ويكثفون ما لا يليق تكثيفه، ناهيك عن الشخصيات الرئيسية للقصة التي لا نستطيع أن نصل إلى الغاية من إدراجها كأبطال؛ ولا ندري أيضا شيئا من تلك التعابير التي إن شئنا سميناها خليطا من الكلمات المجلجلة التي ليس لها معنى إذا ما تفحصنا تركيبها.. كما نجد جملا توضيحية عنها الفن القصصي في غنى مطلق؛ أما بعض القصص فليست سوى عبارة عن سرد إنشائي. وحتى عند بعض الكتاب المرموقين نجد في قصصهم السرد التقريري... وإذا كان القارئ المميز يقرأ للقاص المميز وهو يعيش اضطرابا نفسيا يجعله يقتحم عالم الانبهار.. نجد القارئ المميز اليوم يقرأ قصة هي التي تكون مضطربة لغويا وصوريا... ومما يزيد الطين بلة! تلك الردود المشجعة لسرد إنشائي، أو نص لا يستحق حتى النشر... وأيضا بعض المشرفين على أقسام القصص ليسوا بتاتا من دوي الاختصاص.. وما أبهرني عندما وجدت في منتدى مشرفا على قسم القصص والرواية ومستواه التعليمي الثانية ثانوي.. وفي منتدى آخر لص من لصوص النصوص ومستواه التعليمي لم يتجاوز الإعدادي... وهناك فئة أخرى رغم درايتها بالفن القصصي تترك الشويهة على حالها، أو تمدحها خوفا من المواجهة... والحقيقة أن الفن القصصي لا يمكنه أن يرقى إن سار على هذا الدرب. فعلى الكاتب المبتدئ أن يكون قارئا قبل أن يكون كاتبا، ولا حاجة له في السرعة والعجلة إن لم يضع مخططا لقصته، كما أن التعابير ليست مجرد تركيب كلمات من العيار الثقيل لإعطاء صورة مكثفة، أو روعة في الكتابة.. إنما هي نابعة من الصدق والمنطق، متوغلة في صميم قضايا العصر، جمرها متوهج، وشعاعها ساطع، ونهرها جاري لا يعرف الركود ولا الجفاف، وبحرها أمواجه تداعب السفن وتبعث في نفوس الملاحين معاني جديدة للحياة... ومساهمة القارئ بتشجيع ما لا يليق تشجيعه! فأنا أعتبره جريمة في حق العالم القصصي.. فهو في قرارة نفسه يشجع شخصا ليكسبه من أجل تشجيعه هو الآخر، أو للحصول على عدد كبير من الردود المشجعة... فهذا عمل يرجع عالم الفن القصصي إلى الوراء، وليس إلى التعطيل ولا إلى الركود! كما أن هذا التشجيع يعود إلى ضعف القارئ في الفن القصصي، وفي اللغة.. وهناك من يجعل قسم القصص موطن هواية لتسليته.. تراه يكتب حروفا ثم يرجو الاستعطاف من القراء ملتمسا عذر أن القص ليس من اختصاصه! إنما أراد أن يشارك... كما نجد ضروبا من المؤامرات على بعض الكتاب المرموقين من أجل إبعادهم عن المنتدى.. أو نجد في بعض المسابقات يتم فيها اختيار العنصر النسوي كفائز أول بالمسابقة! ويكون هذا الاختيار ليس عن جدارة واستحقاق، إنما مجرد غرض في نفس يعقوب... وكل هذه المعاملات الغير لائقة، والتي من شأنها تقصي القصة القصيرة من الساحة العربية حتما سوف تؤدي إلى انسحاب العديد من القصاصين المرموقين صحبة القراء المتميزين.. مما يُسفر عن إغلاق العديد من المنتديات؛ لأن ما يجري في قسم القصص يجري في أقسام أخرى بنفس الوثيرة... وهنا الحل يكمن في الضمير، والوعي بالمسار إلى أين يُفضي؟ فلا النصائح ولا الإرشاد ولا المواعظ سوف تكون حلا لهذه المعضلة! لأن الإنسان اليوم قد أصيب بالتغرض وعدم الإنصاف، فحين تُنعت له خانة أخطاء موضوعه يعدّ نفسه ابن بجدته وصاحب الكلمة والفصل فيه! وعلى أصحاب المنتديات أن يجعلوا أقساما للكتاب الهواة، أو عدم نشر كل ما هو ضعيف.. والأفضل، أرى أن يكون قسما تنقل إليه هذه النصوص من أجل تعديلها حتى يستفيد الكاتب، والقارئ.. كما أن أصحاب المنتديات والمشرفين.. في عنقهم مسؤولية هذا التراث العريق؛ فإذا كلفوا بهذه المهمة فعليهم أن يقوموا بالواجب كما يفرض المنطق والعقل والصدق... كانت هذه مجرد ملاحظات استخلصتها من مجموعة من القصص في أكثر من أربعين منتدى، مع تجربتي التي جعلتني ألاحظ التصرفات، والمعاملات، والمؤامرات... لهذا يكون الحكم غير مطلق؛ إنما فقط فيما استقرأت ولاحظته عن طريق التجربة.. فالقصة القصيرة حسب هذا الاستقراء تتراجع إلى الوراء، لأسباب عديدة، منها السرعة في الكتابة التي تجعل الكاتب يفقد السيطرة على بناء القصة لفظا ومعنى.. كما أن ضعفه في معرفة قضايا العصر وفن تصويره في رموز وصور وحلم بلغة مكثفة، واللغة العربية الفصحى.. يجعله يتناول موضوعا سطحيا يتمحور حول الحدث الواقعي بصورة هامشية، أو لا فائدة منها، وليست لها غاية... كما نصادف السرد التقريري عند بعض الكتاب المرموقين.. مما يجعلنا نقارن بين الماضي والحاضر، وبين الكتاب العاديين أو بالأحرى المبتدئين والكتاب المرموقين؛ فنستنتج أن الفن القصصي يتراجع إلى الوراء!... وهذه العيوب وأخرى كثيرة يساهم في تشجيعها القراء بردودهم، وأصحاب المنتديات والذين يديرون أقسامها إما بالتشجيع، أو السكوت عن ما لا يليق، أو الخوف من المواجهة... | |
|